وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال اللواء حسين سلامي، اليوم الجمعة، في المؤتمر الوطني لنواب العلاقات العامة لحرس الثورة ومدراء الإعلام، أن العدو جاء إلى الميدان في جميع المجالات بكل الموهبة والقدرة والاقتدار: بينما نحن استخدمنا لمواجهة العدو جزء من قدرتنا.
وذكر أننا الآن نشهد التشكيل السياسي للعدو أمام التدفق الهائل للمقاومة في المنطقة، وأضاف: لا توجد قوة للعدو لم توضع في الميدان.
وقال القائد العام لحرس الثورة، ان العدو يريد أن يقلب مشهد الحق والباطل ويريد أن يحول الواضح إلى غموض ويحصل على نتائجه.
وتابع القول اللواء سلامي: اليوم جبهة الإسلام في أقرب مسافة ممكنة مع العدو، حيث تتواجه معه بشكل مباشر وتشتبك معه من نقطة الصفر. العدو دخل المعركة في جميع المجالات بجميع إمكانياته وقدراته، والاصطفاف المتماسك لمحور المقاومة في مواجهة هذا الهجوم الشامل يُظهر عظمة هذه الجبهة بصدق.
وأضاف، أعداؤنا جندوا كل بنيتهم التحتية، من السياسة والاقتصاد إلى الشؤون العسكرية، ورغم أن ساحة المعركة الظاهرة متمركزة في منطقة محدودة مثل غزة، وشمال فلسطين المحتلة، وجنوب لبنان، إلا أن امتدادها السياسي يمتد على نطاق دولي واسع.
وتابع، هناك عدم توازن كامل في هذه المواجهة؛ لأكون صريحاً، اليوم لا توجد أي إمكانيات لدى العدو لم تُستخدم في هذه المعركة.
وأكد القائد العام لحرس الثورة أن الحرب الحالية تمثل عرضاً دقيقاً لقدرة جبهة المقاومة على مواجهة العدو العالمي.
وأضاف: إذا أراد أحد أن يرى غلبة الإيمان على السلاح، فعليه النظر إلى هذه الجبهة. ورغم وجود تفاوت واضح في الأسلحة، إلا أن النتائج تأتي لصالح محور المقاومة.
وأوضح أنه منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" لم تحقق إسرائيل أي إنجاز يُذكر.
وقال: لو سألتم العدو عن مكاسبهم بعد أكثر من عام من الهجوم على أكثر مناطق العالم كثافة سكانية وأقلها دفاعاً، فلن يجدوا جواباً سوى تدمير صورة أمريكا عالمياً وفضيحة دائمة لإسرائيل.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع حالياً الانتشار إلا في ثلاث مناطق بغزة: معبر فيلادلفيا (رفح)، منطقة نتساريم، وبعض المناطق المحدودة في الشمال.
وأوضح اللواء حسين سلامي، أن الحرب في غزة قد تبدو في الظاهر وكأنها مواجهة بين الأفراد والدبابات، لكنها في الواقع مواجهة بين الإيمان والإمكانات العسكرية، التي تجري على مرأى من العالم.
كما استعرض التحولات الأخيرة على جبهة لبنان، مبيناً أن العدو الإسرائيلي نفذ عمليات تفجير البيجر تستهدف إخراج قادة حزب الله من الساحة العملياتية. وأضاف أن محاولات العدو لاكتشاف شبكات المقاومة الإسلامية في لبنان واستهداف شخصياتها البارزة ليست جديدة، وأشار إلى اغتيال شخصيات مثل فؤاد شكر، وأخيراً الشهيد حسن نصرالله، قائد حزب الله.
وتابع قائلاً: رغم الاعتقاد بأن المقاومة قد تفقد قدرتها بعد استشهاد بعض قادتها، إلا أن العالم شاهد كيف تمكنت المقاومة اللبنانية من تجاوز هذه الخسائر واستعادة زمام الأمور، مما أوقف التحركات المعادية المدعومة من الولايات المتحدة وكافة القوى الغربية.
وتطرق اللواء سلامي إلى التأخر في عملية "وعد الصادق 2"، موضحاً أن إسرائيل تستهدف أي موقع تراه، وتشنّ ضربات غير مسبوقة على المدن اللبنانية، لكنها رغم ذلك لم تتمكن حتى الآن من بسط سيطرتها على مناطق مهمة في جنوب لبنان.
وأشار إلى أن العديد من مقاتلي المقاومة يقاتلون من مواقع تحت الأرض، وهم لا يعرفون مصير عائلاتهم في المدن المتعرضة للقصف الوحشي، لكنهم يستمرون في المقاومة بقوة وشجاعة، مما يقوّض الثقة الإسرائيلية بالنصر ويضعف روحها المعنوية تدريجياً.
وأكد أن توقيت تنفيذ "الوعد الصادق 2" قد تأخر عدة مرات، ولكنه في النهاية تحقق في اللحظة المثلى، حيث كانت ضربة قوية لثقة إسرائيل في نفسها، مما أجبرها على العودة إلى حجمها الحقيقي على الأرض.
وأكد سلامي أن الهزيمة المتوقعة لإسرائيل تقترب لتصبح واقعًا، وأضاف أن هذه العملية أظهرت قوة الصواريخ وأكدت دعم المقاومة في الظروف الصعبة.
وأشار إلى أن إيران تمكنت في عملية الوعد الصادق 2 من ضرب قاعدة إسرائيلية في نتساريم اي بقلب قطاع غزة، ما حصر الخيارات أمام إسرائيل بين السيئ والأسوأ.
وأكد أن إسرائيل، التي يعتبرها ولاية أمريكية جديدة تخدم مصالح الولايات المتحدة، تعتمد في اقتصادها بنسبة 98% على البحر، وأن تدمير موانئها سيشكل تهديدًا وجوديًا لها.
وأشار إلى أن أمريكا لها تاريخ في تأخير الدعم غير الكافي للأنظمة الحليفة، وأن إسرائيل اليوم دولة بجيش منهك واقتصاد متدهور تديره أمريكا، في حين أن إيران باقية وغير قابلة للهزيمة.
وعلق قائد لحرس الثورة على الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة قائلاً: إن الانتخابات الأخيرة أثبتت أن مقاومة غزة قادرة على التأثير في الحكومة الأمريكية، المعروفة بممارساتها العدائية. لقد كان الديمقراطيون هم من دعموا حرب فلسطين بكل قوتهم، لكن الشعب الأمريكي لم يصوت لمن قاموا بتعزيز آلة القتل الصهيونية.
وأضاف: أود أن أوضح أن التغيير الوحيد الذي يواجه صناع القرار الجدد في الولايات المتحدة هو ضرورة تقديم مساعدات أقل، حيث أن كل ما تحقق حتى الآن من قبل أمريكا قد ساهم في تعزيز القوة التشغيلية للصهاينة. وتساءل: "ما هي الخطوات التي يعتزمون اتخاذها؟ إنهم يدركون أن توسيع نطاق الحرب سيؤدي فقط إلى تآكل مصداقية أمريكا وقوتها ومصالحها بشكل متزايد. نحن نملك القدرة على تحقيق أهدافنا، وقلوبنا مطمئنة، وبإذن الله، سيكون النصر حليفنا.
/انتهى/
تعليقك